منتهى العدل أن نتناول أي قضية ( حبة حبة ) بدون مبالغة تخل بفحواها ، ومنتهى الإنصاف أن نتحدث من خلفية نظامية ( حبة حبة ) بدون اجتهاد يخل بمقتضاها.
حادثة دار التربية بخميس مشيط بحسب مقاطع الفيديو المتداولة ورغم تسجيلها، إلا أنها تختلف جذريا عن ما يتم تداوله في بعض وكالات الأنباء العالمية والوسائل الإجتماعية، وكالمعتاد النظرة المتخصصة المجردة، تختلف جذريا عن النظرة العامة المنحازة.
يتداول في وكالات الأنباء العالمية والوسائل الإجتماعية، أن النزيلات مستاءات من طريقة تعامل وتعاطي مسؤولة الدار مع ملفات بعض الحقوق والمزايا، وبسبب ذلك قمن بالتهجم على مكتبها ( سلوك همجي فوضوي )، في حين أن المسلك النظامي الصحيح يقتضي رفع تظلم للجهة الإدارية ثم المحكمة الإدارية للنظر في تظلمهم وإعطاء كل ذي حق حقه، بالتالي إن صح ما يتم تداوله فالنزيلات اخطئن وأجرمن جرما جسيما، لاسيما وقد ظهر في بعض المقاطع أفراد من قوة طوارئ الدفاع المدني مما يدعو للتساؤل، هل وصل بهن الحال والجرأة إلى إغلاق وإقفال الدار من الداخل أو بعض الأماكن داخلها مما استدعى تدخل الدفاع المدني لفك وكسر الأقفال وتحرير المحتجزين ؟.
طبيعي جدا ما ظهر في المقطع من تحركات وردات فعل لأفراد القوة الأمنية المشاركة، لكن الغير طبيعي أن يحدث أمر داخل السعودية ولا يصحبه تضخيم ومبالغة واستغلال يصوره الحدث الأوحد والأبرز على سطح الكرة الأرضية.
عبارات وكلمات مجحفة كاذبة سمعناها في حق رجال الفرقة المشاركة لا تمت للواقعة المصورة والمسجلة بصلة ( ضرب، اعتداءات، اهانات )، وكأن رجال الأمن ليسوا مواطنين آباء وإخوة وأبناء، ولو تعمقنا وتجذرنا قليلا في الحالات المدنية للمشاركين لوجدنا ربما صلة قرابة بين أحدهم وإحدى النزيلات.
عدم الوعي بالطريقة الصحيحة للمطالبة بالحق مشكلة، والمطالبة بالحق بطريقة خاطئة مشكلة أكبر، ثم محاولة مقاومة الردع الأمني مشكلة أكبر وأعظم.
طبيعي جدا حضور رجل الأمن لاعتقال الفرد، لكن الغير طبيعي المقاومة ورفض الاعتقال، مما يؤدي للاشتباك والاعتقال بالقوة والتسبب في أذى المعتقل.
طبيعي جدا ملاحقة رجل الأمن للفرد لاعتقاله، لكن الغير طبيعي الهروب والسقوط والتلوي على الأرض، مما يؤدي للسيطرة على الفرد المقاوم وتقييده بالقوة والتسبب في أذى المعتقل.
( الواقعة ) في تقديري طبيعية، ملخصها ( اعتقال، امتناع، هروب، ملاحقة، سيطرة، قيد )، الفارق أنها اصبحت أهم مادة إعلامية فقط لكونها وقعت داخل السعودية، أما مقدار القوة المستخدمة من جهة الفرد الأمني في سبيل كبح امتناع ورفض وهروب المطلوب، فهي مسألة فردية تقديرية بحسب كل حالة على حدة، وقد لا حظنا الأخريات غير المقاومات والممتنعات واخص بالذكر النزيلة التي تفرغت لتصوير الواقعة والأحداث بكل إريحية فلم ينالها ما نال الأخريات الممتنعات والمعارضات وبطبيعة الحال لدى الجهة الأمنية إدارات رقابة تختص بنظر ذلك.
( النتيجة ) توجيه من إمارة المنطقة بتشكيل لجنة لبحث الحادثة – ( المتوقع ) الإحالة للنيابة العامة والتحقيق مع مسؤولة الدار حول ادعاءات النزيلات، والتحقيق مع النزيلات حول السلوك والتصرفات ثم تقرير الإحالة للمحاكمة بحسب نتيجة التحقيقات.
