بطولة كأس العالم : الأماني مغربية والنظرية فرنسية

قولا واحدا وعلى مختلف الأصعدة والمقاييس، مونديال فريد استثنائي في كل شيء، خالف جميع التوقعات الإيجابية قبل السلبية، وكيف لا يكون كذلك وقد اعتدنا في جميع المونديالات السابقة أن تبدأ وتيرة الإثارة تصاعديا حتى تبلغ ذروتها بنهاية المونديال، أما أن تسير على وتيرة واحدة منذ البداية حتى النهاية فأغلب الظن سيناريو صعب جدا أن يتكرر على المدى القصير.
( عالم واحد )
أبدعت وتميزت وتفوقت على نفسها ( قطر ) في إخراج مونديال ( تراثي ثقافي عصري ) في نفس الوقت، بداية من التراث العمراني ( استاد البيت )، ومرورا بالموروث الثقافي ( سوق واقف )، وختاما بالتقدم التكنولوجي ( دقة العرض والتنظيم ).
( آخر عصر النجوم )
تأكد في هذا المونديال تحول اللعبة بشكل جذري من كرة النجوم إلى كرة الفريق والمدربين، فبخلاف التسعينات الميلادية وما قبلها كانت الفرق مدججة بعدد كبير من نجوم اللعبة القادرين على قلب المواجهات وحسم النتائج، أما اليوم فتهاوت النجومية أمام الانضباط التكتيكي.
( منتخبنا الوطني )
بخلاف الأداء المتميز لنجوم وأساطير ٨٤ و ٩٤، لم أشاهد منتخبنا يؤدي أداء متميزا من حيث ترابط الخطوط ودقة التمرير وسهولة الوصول لمرمى الخصم، إلا في هذا المونديال.
في جميع المباريات كان الأداء مميزا، وكان بالإمكان الكثير أفضل مما كان، لكن في اعتقادي لم يكن المدرب ( موفقا، شجاعا، جريئا، موندياليا ) في توظيف عناصر الفريق بالشكل المطلوب خصوصا أمام الفريق المكسيكي، فكان أحد أسباب الخسارة التالية :-
١- في مباراة مصيرية لا تملك لاعب حسم أسطوري كـ ( ماجد عبد الله ) والفريق متأخر في النتيجة تحتاج لاعبين وسط ذوي نزعة هجومية ( نواف العابد ، هتان با هبري )، للأسف الأول لم يشارك والثاني مشاركته جاءت متأخرة وصنع هدف تقليص الفارق .
٢- بدا واضحا الفراغ الكبير الذي تركه لاعب الارتكاز ( عبد الإله المالكي ) أمام الفريق المكسيكي بسبب خطأ ارتكبه أمام الفريق البولندي، لاسيما في ظل غياب قائد الفريق ( سلمان الفرج )، كان الفريق بحاجة لمدرب صاحب قرار شجاع وجريء يعيد إشراك اللاعب أمام الفريق المكسيكي لاسيما وقد كان أحد نجوم لقاء الفريق الأرجنتيني.
( المنتخب المغربي والرقراقي الراقي )
بالأمنية القلبية، هو بطل العالم بتوفيق الله، لديه ٩٠٪ من عوامل تحقيق البطولة ( مدرب صاحب فكر راقي، كاريزما متزنة، مؤمن بقدرات لاعبية، قدرة على قراءة المنافس، توظيف أمثل لعناصر الفريق لاعبين على قدر عال من المسؤولية والانضباط التكتيكي )، لكنه يفتقد ١٠٪ لـ ( لاعب هداف استثمار الفرص ).
( المنتخب الفرنسي والعمق الفني )
بالنظرية الكروية، هو بطل العالم بتوفيق الله، فلو قدر للأسطورتين الكرويتين، المريض ( بيليه ) والراحل ( مارادونا ) مشاهدة أداء الفريق الفرنسي في هذا المونديال لأجمعا على أنه ( الكرة كما يجب أن تلعب ) ( الكرة كما جاءت في الكتاب ).
100%100 المنتخب الفرنسي ( انضباط تكتيكي ) ( حلول فردية متنوعة ) ( أداء جماعي ) ( انسجام ) ( ترابط خطوط ) ( استثمار للفرص ) ( وصول سريع لمرمى الخصم ) .
فوز المغرب فوز لجميع العرب بالتوفيق والفوز والنجاح لمنتخب المغرب . متفائلون