كَبّر رأسك .. مساحة من الهدوء

في حوار دار بيني وبين أصدقاء السناب شات طرحتُ هذا السؤال: (كَبّر رأسك) هل هو سلوك إيجابي أم سلبي؟
أغلب الردود كانت تشير إلى أنه سلوك إيجابي، سواء مارس الشخصُ هذا السلوك في العمل، أو عند حل مشكلة ما، أو من أجله شخصيًّا لراحة باله مثلًا. وهناك ردود أخرى اعتبرته سلوكًا سلبيًّا لأن فيه هضم حق أحد أطراف النزاع وإرضاء أحدهما على حساب الآخر. وقد أعجبني من بين الردود هذا الرد: (كَبّر رأسك) تعني تجاهلك لما ينبغي تجاهله، وعدم تضييع الوقت والجهد والصحة من أجل إرضاء مَن لا يستحقون.
ولكن السؤال الذي قد يكون غائبًا عنَّا: متى يجب علينا أن نتعلم فن (كَبّر رأسك) بلا صراعات مع المحافظة على شخصية وقناعات طَرَفَي النزاع؟
في رأيي الشخصي أنَّ سلوك (كَبّر رأسك) يجب ألَّا يكون الوسيلة للهروب من موقف معين أو شخص ما، بل لابد من المواجهة واستخدامها في موضعها الصحيح، وإيجاد حلول تُرضي الطرفين، فالصراعات والمناقشات المزعجة أمرها مزعج ونتائجها غير محبَّبة، وللأسف فإن الكثير منَّا يلجأ إلى سلوك (كَبّر رأسك) للهروب.. أنت هنا صنعت فرصة عظيمة للطرف الآخر للتمادي وإثبات صحة تصرُّفه رغم خطئه، وفي المقابل أنت تتنازل عن حقك في إثبات عقلانيتك وحكمة تصرُّفك.
ماذا لو لجأنا إلى سلوك (كَبّر رأسك) بطريقة إيجابية مثلًا؟
– قبل المشكلة رتِّب أقوالك وأفعالك بحكمة وعقلانية.
– لا تلجأ إلى سلوك (كَبّر رأسك) في وسط الحوار وتترك الأمور عالقة بين الجدل ونقطة الوصول.
– انظر إلى زاوية أخرى مختلفة من المشكلة، بحيث تستطيع من خلالها تقويم شخصيتك وتنميتها والوصول إلى الرُّقي في التعامل.
– كَبّر رأسك في المواقف التي تحتاج إلى إنصاف وليس التعالي.
تأمَّل
هدوؤك النفسي مهم، وجودة حياتك مَطْلَب، ولذا كَبّر رأسك عن توافه الأمور والخوض في المجادلات ذات الأثر السلبي، وحاول أن تجد تبريرات ذات خيال إيجابي للمواقف السلبية.
تويتر
Fatemah_sab@
مقال جميل ..ويحتاجه الكثير منا لكونه يلامس حدث يومي يقابله الاغلب …
شكرا أ.فاطمه
ونتطلع الى المزيد ،،،